.....

التسميات

موقع شهد الحياة 2013 يرحب بالسادة الزائرين

الاثنين، 12 أغسطس 2013

ذلك هو الفوز العظيم

حكايات قرآنية معاصرةتأليف: عبد التواب يوسف
ذلك هو الفوز العظيم 

No Image Available
كانت “هادية” أصغر الأبناء في الأسرة، وكان أشقاؤها يدابعونها في قسوة، ويتعاملون معها بعنف. وضاقت بذلك
ونقلت إلى أمها شكواها عن أشقائها، واكتفت الأم بأن
 عاتبتهم في رفق، فلم يكفوا عن عبثهم. وحدثت هادية أباها في الامر، فنهر إخوتها ولامهم على سوء تصرفهم، ومع ذلك لم يرتدعواولم ترغب الصغيرة في مواصلة الشكوى، خاصة وهمم يرددون على مسامعها كلمات جارحة مثل أنت طفلة
وكانت في البداية تحس بغضب شديد، فتدمع عيناها، ويزيدهم ذلك رغبة في مزيد من العبث، والعناد
 لذلك دربت نفسها على أن تبتعد عنهم
 فما إن تحس أنهم على وشك ممارسة هوايتهم في إغاظتها حتى تسارع إلى غرفتها، لتغلق على
 نفسها الباب، ولا تغادر المكان
 إلا بعد انصرافهم، أو عودة الأم أو الأب من الخارج
No Image Available
تكرر عبث الإخوة مع شقيقتهم، مما جعلها تذهب كثيراً إلى غرفتها وتغلق على نفسها الباب
 في ضيق وحزن. وطال وقت مكوثها وحيدة
 لا تفتح لهم إذا هم طرقوا الباب، بل كانت في أحيان عدة لا ترد عليهم عندما ينادونها، ويحاولون
 أن يعتذروا إليها، ويعدون بألا يضايقوها. كانت تعرف
جيداً أنهم سيسكتون عنها قليلاً، ثم يعودون لعاداتهم السخيفة، وساعتها تضطر للرجوع إلى غرفتها حيث تبقى
 فيها وحيدة حزينة، لا أحد يدري ما تفعلهوكان الإخوة محبين للاستطلاع، يحاولون أن يعرفوا ما تفعله هادية، وهي وحدها جالسة، لكنهم أخفقوا، فما قالت لهم
 ولا استطاعوا هم من جانبهم
 أن يروا ما تصنعه. إذ كان يسود الغرفة - بعد ما تغلقها - سكون عميق، وإن تصاعدت في البداية همهما لا يتبينونها، تصوروا
أنه صوت بكائها، أو شكواها منهم
 واستمر لشهور طويلة، تصور فيها الإخوة أنها تقاطعهم، أو تحاول أن تبتعد عنهم، ولا تريد أن تشاركهم في لعبهم
 ولا ترغب في أن تتبادل معهم الحديثNo Image Available
بدأ الإخوة يشكون “هادية” إلى الأم، التي أبدت دهشتها، فقد انقلب الأمر، وحاولت هي من جانبها
 أن تعرف منها سر بقائها الطويل في غرفتها
 وعزلتها، وغمغمت بكلمات يفهم منها أنها أراجت أشقاءها واستراحت، ويكفي أنها ما عادت
 تزعجهم بالشكوى.. وسكتوا عن ملاحقتها
 وتناست الأم الأمر، إلى أن جاءتها هادية يوماً تقول:No Image Available
 أمي، سوف أدخل مسابقة حفظ القرآن الكريمسألتها أمها: ماذا؟! هل تحفظين بعض سوره
قالت هادية في ثقة: بل، كل سوره وآياته
تطلعت الأم إليها في دهشة شديدة، فما كانت تعرف عنها إلا أنها
 طالبة ممتازة، متفوقة في دراستها العادية
 وتحفظ القليل مما تيسر من آي الذكر الحكيمقالت هادية لقد كنت يا أمي أكاد أنفجر غيظاً وحنقاً من أشقائي وعبثهم وعندما كنت أغلق
 على نفس الباب كنت أبكي طويلاً وذات مرة امتدت يدي إلى كتاب الله أتلو منه. فهدأت نفسي ورأيتني أقبل عليه وأحفظ آياته
 حتى استطعت أن أحفظه كله عن ظهر قلبNo Image Available
وتقدمت هادية إلى المسابقةوفازت بها..
كان ذلك هو (الفوز العظيم)
لقد استطاعت الصغيرة أن تحول لحظات الضيق إلى أجمل ساعات العمر
 ونجحت في أن تنفض عن نفسها الحزن
 لتعيش مع آيات الله أفضل الأوقات وأحلاهاNo Image Available

0 التعليقات:

إرسال تعليق

من فضلك اضف تعليقك فانت تهمنا اذا كنت عضو بالموقع فاضف التعليق بالبريد الالكترونى عن طريق اختيار OPEN ID من القائمه اما اذا كنت زائر حتى تتمكن من التعليق اختر من القائمه التعليق باسم مجهول